القائمة الرئيسية

الصفحات

عبد الحميد بن هدوقة

 عبد الحميد بن هدوقة


عبد الحميد بن هدوقة




عبد الحميد بن هدوقة كاتب و روائي جزائري ، يعد من أشهر الأدباء الجزائريين، ولد بقرية الحمراء دائرة المنصورة غرب برج بوعريريج ، هو من حاز قصب السبق في كونه صاحب أول رواية جزائرية مكتوبة باللغة العربية رواية " ريح الجنوب " التي نُشرت في عام 1971، و له عدة روايات و قصص قصيرة، كما شغل العديد من المناصب، توفي سنة 21 أكتوبر1996 .

ميلاده ونشأته

ولد عبد الحميد بن هدوقة يوم 9 من شهر جانفي عام 1925 ميلادي، في دوار يعمل قاطنيه في خدمة الأرض في مكان يسمى وادي الدار، منه خضرهم و فاكهتهم و حبوبهم و ماؤهم، حيث رافق عبد الحميد أمه الأمازيغية و هي تعلن ولائها للتربة و خيراتها، حيث ركض و لعب و شاكس الصبيان و استمع إلى تغريد العصافير، و معظم الأشجار التي رافقت عبد الحميد في هذا الوادي، اللوزة و الصفصافة و الصنوبر، رافقته في نصوصه و أعماله لاحقاً.


من المدرسة الأم إلى الجامع المدرسة، هناك تعلم عبد الحميد بن هدوقة الأبجدية و شيئا من القرآن العظيم بجامع السبعة الذي يعد القلب النابض للقرية و ينسب اسمه إلى سبعة أولياء صالحين هم أجداد السكان ، التحق بمعهد الكتانية بقسنطينة سنة 1940 و هو ابن الخامسة عشر ، الذي عاد إليه مدرساً فيما بعد، و التحق كذلك بجامع الزيتونة في تونس سنة 1949 و تتلمذ على يد عديد من الأستاذة و اخذ منهم الثقافة العربية الإسلامية و هناك نال شهادة العالمية في الأدب من جامعة الزيتونة.


حين ولد عبد الحميد بن هدوقة كان الاحتلال الفرنسي قد احكم قبضته على مفاصل الفضاء الجزائري و كانت الجزائر الجزائرية تتهيأ أن تتشكل فيها الحركة الوطنية التي أفضت إلى ثورة التحرير المباركة التي كانت تحمل مشعل الحرية و أفضت إلى الاستقلال الوطني سنة 1962 .


محطات هامة في حياته

يَعتبر عبد الحميد بن هدوقة نفسه محظوظا كونه ولد في عائلة مثقفة نسبيا و محاطا بالكتب كون عائلته ورثت مكتبة غنية بأنواع الكتب كان لها الأثر في بدايات تكوينه، و كان أبوه أول مدرس له، في سهرات الليل العائلية حيث يقرؤون القصص خاصة ألف ليلة و ليلة و يتسامرون على أحداثها و كان أبوه يصحح له الأخطاء سواء كانت لغوية أو معنى ، كما قرأ على والده كتاب الأجرومية في النحو، و شذوذ الذهب و ألفية ابن مالك و غيرها من الكتب النحوية، إلى جانب كتب الفقه .


بالموازاة مع دراسته في تونس، كانت لعبد الحميد بن هدوقة نشاطات سياسية بارزة ضد الاستعمار الفرنسي حيث كان يترأس جمعية الطلبة الجزائريين بتونس الممثلة عن حركة انتصار الحريات الديمقراطية رفقة علي كافي، و في جانفي 1952 ألقت قوات الاحتلال القبض عليه ، و تم سجنه في المحمدية بتونس، إلا انه تمكن من الفرار و عاد إلى الجزائر .


شارك في الثورة الجزائرية بقلمه وأعماله و مسرحياته التي تتحدث عن الثورة التحريرية عبر إذاعة تونس الوطنية، بعد الاستقلال عاد إلى الجزائر و تقلد عدة مناصب منها منصب المدير العام للمؤسسة الوطنية للكتاب، ثم ترأس رئيسا المجلس الأعلى للثقافة، ثم عين عضوا و نائب رئيس المجلس الاستشاري الوطني من طرف الرئيس الراحل محمد بوضياف.


و بالموازاة كانت المدونة السردية الجزائرية تتشكل ملامحها في هدوء، و قد نشر محمد بن شريف سنة 1920 رواية الخيال، محمد ولد الشيخ سنة 1932راوية مريم بين النخيل، و سنة 1952محمد ديب رواية الدار الكبيرة، و سنة 1956 نشر كاتب ياسين رواية نجمة، فيما نشرت آسيا جبار سنة 1957 رواية العطش, و داخل تلك التهيؤات السياسية و السردية تشكل وعي ابن قرية الحمراء الذي أهله لأن يكون سباقاً إلى تدشين المدونة السردية المكتوبة باللغة العربية سنة 1971 من خلال روايته ريح الجنوب.


مؤلفاته

بدأت فكرة الكتابة و التأليف تراود عبد الحميد بن هدوقة، بعد مرض ألزمه الفراش حين كان يعمل بعمل البلاستيك بفرنسا، و كانت بداياته عن طريق تمثيليات إذاعية و عدة مقالات للمجاهد عندما كان في تونس، و بعدها ألف كتاب " الجزائر بين الأمس و اليوم " بطلب من الحكومة الجزائرية و أعقبها بروايات و مجموعات قصصية و أخرى شعرية.


  •  ألف سنة 1960 مجموعة قصصية بعنوان " الظلال الجزائرية " صدرت عن دار المكتبة الحية ببيروت، و في نفس السنة صدرت له " الأشعة السبعة " عن دار الشارقة القومية بتونس،
  •  صدرت في سنة 1967 المجموعة الشعرية " الأرواح الشاغرة " عن المؤسسة الوطنية للنشر و التوزيع بالجزائر.
  •  صدرت له أول رواية في سنة 1971 هي رواية "ريح الجنوب " عن المؤسسة الوطنية للنشر و التوزيع بالجزائر ، ترجمها إلى الفرنسية مارسيل بوا سنة 1975، ثم اشتهرت و ترجمت إلى عدة لغات قرابة 20 لغة، منها الإيطالية و الاسبانية و الهولندية و الألمانية و الصينية و الروسية و عدة لغات أخرى.
  •  صدرت له ثاني رواية تصدر له كانت في سنة 1975 و هي رواية " نهاية الأمس "عن المؤسسة الوطنية للنشر و التوزيع بالجزائر و ترجمت في سنة 1977 إلى الفرنسية من قبل مارسيل بوا و منها إلى لغات أخرى.
  •  صدرت له في سنة 1974 المجموعة القصصية " الكاتب " و قصص أخرى عن المؤسسة الوطنية للنشر و التوزيع بالجزائر.
  •  في سنة 1980 صدرت في سنة 1980 ثالث رواية له " بان الصبح " التي ترجمت في سنة 1981.

مكنت الأقدار و الظروف و التجارب و الخبرات و الاجتهادات عبد الحميد بن هدوقة من الوصول إلى مقامات عالية داخل الجزائر و خارجها، في الأدب و الإعلام و السياسة و الترجمة، لكنه بقي وفيا لمسقط رأسه بتفاصيله الصغيرة المختلفة و استثمرها جمالياً.

وفاته

بتاريخ 21 أكتوبر 1996، و بعد مرض عضال أقعده الفراش لحوالي أربعة أشهر، توفي عبد الحميد بن هدوقة بمستشفى مصطفى باشا بالجزائر ، عن عمر يناهز 71 عام، تاركا وراءه إرثا ثقافيا و فنيا و فكريا معتبرا، و أصبح من خلاله أحد الكتاب الكلاسيكيين للجزائر.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع