ثلاثية محمد ديب
ثلاثية محمد ديب، الدار الكبيرة، الحريق، المنول، هي أشهر الأعمال الأدبية للكاتب و الروائي الجزائري محمد ديب، نشرت سنة 1952، أكسبته الثلاثية شهرة واسعة و نال على إثرها جائزة الكتّاب الجزائريين في سنة 1967، و كذلك الجائزة الكبرى للرواية التي منحتها مدينة باريس لسنة 1995. تتحدث الرواية عن قصة الصبي عمر و سكان دار السبيطار و أوضاعهم المزرية تحت قسوة الاحتلال الفرنسي.
المؤلف
ولد محمد ديب بتلمسان في جويلية 1920 ، التحق بالمدرسة الفرنسية ثم بمدرسة تحفيظ القرآن ،تربى يتيما بعد وفاة والده، اشتغل في عدة مهن، برز حبه للشعر أولا ثم الأدب منذ صغر لكنه لم يقدم على نشر أي أعمال حتى عودته من التجنيد الإجباري للحرب العالمية الثانية في صفوف الجيش الفرنسي ، فنشر أول دیوان شعري له تحت اسم " الصيف."
أصبح كاتبا و صحفيا في عدة جرائد خصوصا بعد بداية سنة 1948 و احتكاكه مع العديد من الأدباء قدم أول و أشهر أعماله الدار الكبيرة في 1952 والتي كانت الجزء الأول من ثلاثية محمد ديب ، ثم تلاها بالجزأين الآخرين تحت اسم "الحريق" و " النول". تواصلت أعمال محمد ديب الروائية كهابيل منتصف السبعينيات و ثلاثية الشمال في الثمانينيات و الشعرية مثل " آه لتكن الحياة " و المجموعات القصصية و المسرحيات، نال العديد من الجوائز و التقديرات مثل جائزة الدولة التقديرية سنة 1963 وجائزة الفرانكفونية سنة 1994، ارتحل كثيرا في مدن أوربا، ثم بعد الاستقلال عاد إلى مسقط رأسه تلمسان و عاش هناك حتى رحيله إلى باريس في التسعينات فمكث هناك ما تبقى له من الحياة إلى أن وافته المنية في ماي 2003.
أصبح كاتبا و صحفيا في عدة جرائد خصوصا بعد بداية سنة 1948 و احتكاكه مع العديد من الأدباء قدم أول و أشهر أعماله الدار الكبيرة في 1952 والتي كانت الجزء الأول من ثلاثية محمد ديب ، ثم تلاها بالجزأين الآخرين تحت اسم "الحريق" و " النول". تواصلت أعمال محمد ديب الروائية كهابيل منتصف السبعينيات و ثلاثية الشمال في الثمانينيات و الشعرية مثل " آه لتكن الحياة " و المجموعات القصصية و المسرحيات، نال العديد من الجوائز و التقديرات مثل جائزة الدولة التقديرية سنة 1963 وجائزة الفرانكفونية سنة 1994، ارتحل كثيرا في مدن أوربا، ثم بعد الاستقلال عاد إلى مسقط رأسه تلمسان و عاش هناك حتى رحيله إلى باريس في التسعينات فمكث هناك ما تبقى له من الحياة إلى أن وافته المنية في ماي 2003.
ملخص ثلاثية محمد ديب
ثلاثية محمد ديب عمل أدبي راق و بأسلوبه السلس و المشوق، و كذلك مبتغاه وأهدافه، و تعاطيه بجدية مع واقع معقد في حقبة تاريخية غنية بأحداثها وتحولاتها الكبرى. تقدّم للقارئ الكثير من المعرفة والمعلومات، وحصيلة قيّمة من تجارب روائي تفاعل مع محيطه بصدق فنقل رؤيته الموضوعية الخصبة والاستثنائية .
الدارة الكبيرة:
يتحدث الكتاب الأول من ثلاثية محمد ديب " الدار الكبيرة " عن مجمع سكني يسمى " دار سبيطار" يقطن فيه مجموعة كبيرة من السكان أغلبهم من الفقراء الذين يعيشون حياة الجوع و البؤس همهم لقمة العيش، وداخل هذا التجمع تدور أحداث الرواية ، بطل الرواية طفل صغير لا يتجاوز عمره 12 عاماً أسمه عمر، وأمه اسمها "عيني" المعيل الوحيد للعائلة بعد وفاة زوجها، التي تكابد كل الصعاب من أجل الحصول على طعام ولدها وابنتاها ، و يحكي الكاتب أحوال المجتمع الجزائري و الأوضاع المزرية، من خلال تناول هؤلاء الأشخاص في مجمع دار السبيطار ، وكيف كانت معيشتهم وتفكيرهم و تعاملهم مع بعضهم البعض تحت قمع و وحشية المستعمر الفرنسي و طريقته الاقصائية للشعب الجزائر و استغلال الفلاحين بأجور زهيدة و معاملة استعبادية ، الأمر الذي حرك المشاعر الوطنية، كما فعل الأستاذ حسن و هو يخاطر بنفسه و يتحدث للطلاب باللغة العربية المحظورة، مبيناً لهم أن وطنهم هو الجزائر و ليس فرنسا كما يقولون لهم ". رغم قلة ما قاله حسن للطلاب و ما اعتراه من خوف و تردد حنها، إلا انه بكلامه دفع الطلاب إلى التفكير فيما يتلقون من تعليم فضلا عن المعاملة القاسية التي يُعاملون بها.
تنتقل آثار القمع و سوء المعاملة من طرف الاستعمار إلى العائلات فنجد الأهل يصبون جام غضبهم على أطفالهم و كأنهم هم السبب في هذه الأوضاع المزرية ، و الأطفال بطبيعتهم البريئة يرفضون أشكال القمع والاضطهاد من أي جهة كانت، فنرى مظاهر التمرد على عمر ضد أمه "عيني" حين سمعها تشتم جدته و والده المتوفي بسب الحالة التي تركها فيها تواجه مصير العائلة وحدها، فنراه يصرخ و يشتم هو أيضا عليها و يلوذ بالفرار، و هذه نتيجة حتمية للحالة الاجتماعية والاقتصادية المزرية ، فعمر الذي يعاني الجوع والقهر والفقر وفقدان الأب، لا بد أن يكون بهذه القسوة اتجاه أمه، فهو هنا لا يمثل الطفل السوي، بل الطفل غير العادي، الطفل الذي يعيش تحت قسوة الاحتلال و قسوة الواقع الاجتماعي المتخلف والفقير في ذات الوقت. و في نهاية أحداث الرواية تتحسن ظروف العائلة قليلا بعد بداية عمل الأختين في معمل النسيج و إن كان براتب زهيد، و كذلك ظهور بوادر حرب عالمية ثانية و ميل العرب إلى هتلر بسبب حقده على اليهود و أكاذيبه حول الدفاع عم العرب و طرد الفرنسيين من الجزائر.
الحريق
"الحريق" هي الجزء الثاني من ثلاثية محمد ديب، و تبدأ أحداث هذا الجزء بمغادرة " عمر"، و هو ابن الحادية عشرة سنة دار سبيطار متجها إلى الريف، للعمل في الفلاحة، العمل الذي تزاوله غالبية السكان في الجزائر، لكن كعمال فقط و ليس كأصحاب مزارع ، فالمستفيدون الرئيسيون من خيرات الأرض هم المعمّرون الذين يملكون غالبية الأراضي".
قرية " بني بوبلن " و على يد الكاهل المقعد " كومندار " الذي كلفته الحياة العسكرية بتر ساقيه، سيتعلّم عمر أسرار التعامل مع الأرض، سينضم إلى مجموعة الفلاحين البائسين الذين لا يملكون سوى قوة عملهم، والذين هم فريسة للجوع غالبا، و لا يملكون طريقة يعبرون بها عن سخطهم من الحالة البائسة التي يتلقونها من مالكي الأراضي إلا بالإضراب ، الذي يقابله مالكي الأراضي بمزيد من القمع و التجويع، و كان هناك مكيدة تُدبّر على تلك المرتفعات، إذ أن مالكي الأراضي سيستغلون حريقاً يشبّ في أكواخ المزارعين، ليلقوا التهم على من حرضوا على الإضراب، فيسجن ويعذّب.
يصف الكاتب تفاصيل الحياة في الريف الجزائري، و يقص حكاية الحياة الحزينة الشقية التي يعيشها الفلاحون، و يقول الكاتب أن " الاضطهاد لم يستطع في يوم من الأيام أن ينتصر على الشعوب"، كما قال سيد علي، أحد الفلاحين. ويتطرق محمد ديب إلى وصف علاقة الفلاحين بالمستوطنين الفرنسيين، وكذلك يحكي عن الصدامات العنيفة بينهم وبين رجال الشرطة. يرجع عمر إلى دار سبيطار بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية و ما خلفته من ضحايا رجال و رملت النساء و تركتهم في حالة عوز أشدّ.
قرية " بني بوبلن " و على يد الكاهل المقعد " كومندار " الذي كلفته الحياة العسكرية بتر ساقيه، سيتعلّم عمر أسرار التعامل مع الأرض، سينضم إلى مجموعة الفلاحين البائسين الذين لا يملكون سوى قوة عملهم، والذين هم فريسة للجوع غالبا، و لا يملكون طريقة يعبرون بها عن سخطهم من الحالة البائسة التي يتلقونها من مالكي الأراضي إلا بالإضراب ، الذي يقابله مالكي الأراضي بمزيد من القمع و التجويع، و كان هناك مكيدة تُدبّر على تلك المرتفعات، إذ أن مالكي الأراضي سيستغلون حريقاً يشبّ في أكواخ المزارعين، ليلقوا التهم على من حرضوا على الإضراب، فيسجن ويعذّب.
يصف الكاتب تفاصيل الحياة في الريف الجزائري، و يقص حكاية الحياة الحزينة الشقية التي يعيشها الفلاحون، و يقول الكاتب أن " الاضطهاد لم يستطع في يوم من الأيام أن ينتصر على الشعوب"، كما قال سيد علي، أحد الفلاحين. ويتطرق محمد ديب إلى وصف علاقة الفلاحين بالمستوطنين الفرنسيين، وكذلك يحكي عن الصدامات العنيفة بينهم وبين رجال الشرطة. يرجع عمر إلى دار سبيطار بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية و ما خلفته من ضحايا رجال و رملت النساء و تركتهم في حالة عوز أشدّ.
النول " المنسج "
رواية "النول" هي آخر الأجزاء في ثلاثية محمد ديب، حيث يتطرق الكاتب في قسم منها مجموعة من الأحداث، إلى ما صارت إليه أحوال دار سبيطار، فقد تحولت المدينة القديمة المعروفة بالحرف إلى ما يشبه المدينة الصناعية، حيث كثرت معامل النسيج بشكل لافت، و أصبحت السجاجيد و الأغطية تشحن إلى فرنسا باستمرار، عمر الذي بلغ الخامسة عشر عاماً بدأ عمله في احد المصانع الصوف، و تفاصيل أخرى سيتعرف القارئ من خلالها على حياة العمال البائسة داخل المصانع.
في القسم الثاني يصف الكاتب ظاهرة التشرد والتسول التي كان يعانيها الكثير من الناس في تلك الفترة، و قد نظمت السلطات حملة لجمع هؤلاء المتسولين و طردهم خارج المدينة على قول ممثل السلطة الحاقد أنهم حشرات لابد من تطهير المدينة منهم، لكن الظاهرة لم تتوقف و عادت تلك الأعداد أعدادا أكثر من ذي قبل، و ما صاحبه من شح فرص العمل و المعاملة السيئة و ظروف صعبة للعيش تحت قمع جنود الاحتلال.
في القسم الثاني يصف الكاتب ظاهرة التشرد والتسول التي كان يعانيها الكثير من الناس في تلك الفترة، و قد نظمت السلطات حملة لجمع هؤلاء المتسولين و طردهم خارج المدينة على قول ممثل السلطة الحاقد أنهم حشرات لابد من تطهير المدينة منهم، لكن الظاهرة لم تتوقف و عادت تلك الأعداد أعدادا أكثر من ذي قبل، و ما صاحبه من شح فرص العمل و المعاملة السيئة و ظروف صعبة للعيش تحت قمع جنود الاحتلال.
تعليقات
إرسال تعليق