القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية اللاز


رواية اللاز لطاهر وطار




رواية اللاز هي أول رواية تصدر للروائي الطاهر وطار و كان ذلك سنة 1974، حيث استعرض فيها بأسلوب شيق و بحبكة قوية على امتداد صفحاتها التي تقارب 250 صفحة، حقبة مهمة و مؤثرة في مسار الثورة التحريرية الجزائرية ، و مثلها مثل كل الثورات، شهدت الثورة التحريرية الجزائرية صراعات إيديولوجية من القاعدة للقمة، كما عرفت العديد من المواقف الإنسانية العظيمة و الغريبة أيضا، يكتب عن هذه النقاط و أخرى الطاهر وطار في روايته " اللاز " التي صنفت في قائمة أحسن مائة رواية عربية في القرن الماضي.

الكاتب


الطاهر وطار من أشهر الكتاب و الروائيين و المسرحيين الجزائريين من مواليد سدراتة بسوق أهراس عام 1936 نشأ و ترعرع بمدينة قسنطينة، انظم الى جبهة التحرير الوطني عام 1956 و ظل يعمل في صفوفها حتى عام 1984، عمل في الصحافة حيث شارك في تأسيس صحيفتي  لواء البرلمان التونسي و النداء و اسس اسبوعية الاحرار في الجزائر عام 1962 و بعدها اسبوعية الجماهير ثم اسبوعية الشعب الثقافية و اغلقت كل هذه الصحف بسب مواقفه الساسية، كان عضو في اللجنة الوطنية للاعلام في حزب جبهة التحرر الوطني ثم مديرا عاما للاذاعة الوطنية، له عدة مؤلفات: رواية رمانة، رواية الشمعة و الدهاليز ، الزلزال و غيرها..


نبذة عن الرواية


بطل رواية اللاز هو طفل غير شرعي اسمه اللاز يمتاز بفضاضة طبعة و غلاظة تصرفاته، حيث يخشاه الجميع كبيرهم قبل صغيرهم، استطاع أن يحظى بثقة السلطات الفرنسية و كانت علاقته مقربة و خاصة جداً مع الضابط المسؤول عن الثكنة العسكرية شخصياً، هذه العلاقة كانت حديث العام و الخاص فكان الجميع يتساءل كيف استطاع هذا الفتى أن يكسب ثقة الضابط بهذه السرعة، و يصبح مرافقه داخل الثكنة و خارجها، حامت الشكوك حوله و حول خيانته للثورة لكن لا أحد استطاع أن يثبت حدود هذه الخيانة، و بينما تسير أحداث هذه الرواية و يتدرج غموض الأحداث و تشويقها بعد كل صفحة، إلى أن تأتي اللحظة التي يدخل فيها الشاب اللاز إلى دكان أحد الثوار و هو في حالة سكر كبيرة أدلى و بكلمات متثاقلة  كلمة السر لزيدان التي كانت مفتاح التواصل بين الثوار و من هنا تبدأ قصة هذا المتمرد مع الثورة .

في احد الأيام يلتقيه أحد مثقفي و قادة الثورة الذي يدعى زيدان و هو احد معتنقي الفكر الشيوعي، يطلب منه اللاز أن يعرفه على باقي أفراد الثورة التحريرية لأنه مل و سئم من نمط حياته القديم و كل ما يرتبط بها و يريد أن يتخلص من كل شئ علق به و يجعل الماضي ورائه في نية منه إلى تغيير حياته كلياً و ان يصبح شخصا جديدا بعيدا عن الشخص القذر الذي كان عليه في السابق.

تظهر على بطل الرواية ملامح الهدوء و الرضا التام مع زيدان كيف لا و هو الوحيد الذي يتعاطف معه في كل مرة، حتى في أسوء حالاته و تصرفاته، و هذا الذي دفع سكان القرية يكيلون الكره و الغل له، و في أحد الأيام يدور بينهم حديث مطول على متن أحد القطارات و كان لهذا الحديث وقع كبير في نفس اللاز و هو الذي قلب حياته رأساً على عقب بعد أن يكتشف أن زيدان هو والده الحقيقي في لحظة خالدة اختلجت فيها مشاعر الأبوة في مشهد مؤثر مهيب أجاد الكاتب وصفه بدقة متناهية، و بعد سنوات من الضياع يجد اللاز انتمائه الأبوي و انتمائه الحقيقي الثوري.

تعمد الكاتب عدم ذكر الاحداث و التفاصيل الجانبية في روايته اللاز حتى يتم اكتشاف انتماء اللاز للثورة التحريرية و اشتعاله مع رجالها، يقاد الى مكتب الضابط الذي كان في الامس القريب مرافقه الشخصي و يحقق معه صديقه الضابط بنفسه في محاولة منه لاستمالته من جديد الى جانبه و محاولا اعطاؤه فرصة أخرى شرط أن يبلغ عن كل من له علاقة  بالثوار و هو الامر الذي رفضه اللاز قطعاً و انفجر في وجه الضابط  بكلمات قوية " مجاهد..مجاهد.. "  و لم ينتظر  حتى يتم اقتياده من طرف جنود الضابط الى غرفة التعذيب بل توجه الها من تلقاء نفسه و هناك تم تجريده من ثيابه و ربطه الى طاولة تعلوها مسامير حادة و انهالوا عليه بالضرب و الجلد، ثم قاموا بتعذيبه بالماء و اسلاك الكهرباء و في الاخير هموا بقلع أظافره ، لكن هذا المتنمي الجديد في صفوف الثوار استطاع ان يقاوم كل هذا التعذيب و التنكيل و يحافظ على اسرار الثورة.

و قد اجاد الكاتب الكبير وصف هذا المشهد المؤثر في روايته اللاز باحترافية عالية  تجعله  في مصاف الكتاب الكبار و تشد القارئ الى الاحداث و يكتم انفاسه و يبسطها بعد كل كلمة، و في الاخير استطاع اللاز الهروب خارج اسوار الثكنة عن طريق مساعدة جنود يعملون لصالح الضابط الفرنسي، و لم يتفوه بكلمة واحدة قد تهدد مسار و أمن رجال الثورة التحريرية، يتواصل التشويق في كل صفحات الرواية حيث يتم قتل الضابط الفرنسي و تفجير الثكنة العسكرية و كل هذا تم من داخل الثكنة نفسها على أيدي من يرتدون البدلة الفرنسية، كيف و لماذا..!؟ صفحات الرواية تجيب على كل هذه التساؤلات و الاحداث القادمة.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع