المفكر مالك بن نبي
المجهول في قومه
يقول المفكر مالك بن ني إن المشروع الاصلاحي يبدا بتغيير الانسان، فالانسان هو الهدف و هو نقطة البدء في التغيير و البناء كانت هذه من بذور النهضة التي كافح من اجلها و متن جذورها و طيب سمادها مناضل من ابرز رجال الفكر الاسلامي .
من هو مالك بن نبي
مالك بن نبي هو مالك ابن عمر ابن خضر بن مصطفى ابن نبي، عالم و مفكر اصلاحي جزائري و احد رواد النهضة الفكرية الاسلامية في القرن 20، ولد سنة 1905 بمدينة قسنطينة في الجزائر، و انتقلت اسرته و هو مايزال طفلا الى ولاية تبسة و هناك دخل الكُتاب لحفظ القرآن الكريم الى جانب مواصلته الدراسة في المدرسة الابتدائية ثم الاعدادية التي تخرج فيها بتوفق مما اهله للحصول على منحة لإكمال دراسته الثانوية في مدينة قسنطينة حيث فاز في امتحانات الدخول الى المدرسة الثانوية عام 1920و في هذه المرحلة بدات تتبلور أفكاره ، فقد تاثر بالمناخ الثقافي العام الذي كان سائدا في منطقة الشرق الجزائري الذي بدات تنتشر فيها روح الاصلاح و الثقافة العربية و الاتصال بالمشاييخ الاسلامية اضافى الى تأثره بأفكار الشيخ عبد الحميد ابن باديس الاصلاحية، و بما كان ينشر في بعض الصحف المحلية مثل الشهاب و اإاقدام و الانسانية.
حياته الدراسية و المهنية و الثورية
بعد انتهائه من دراسته الثانوية عام 1925 سافر مع صديق له الى فرنسا للبحث عن عمل و لكنهما لم يحظيا بعمل مناسب فعادا ادراجهما الى الجزائر و في عام 1930 عادة ثانية الى فرنسا و حاول الالتحاق بمعهد الدراسات الشرقية لكنه لم يوفق في ذلك لانه الدخول اليه لا يخضع لمقياس علمي بل لمقياس سياسي و لهذا دخل مدرسة اللاسلكي و لكنه سرعان ما تحول عنها الى مدرسة الكهرباء و الميكانيك استجابة لاحد اساتذته و لاستعداداته النظرية التي يمتلكها و في عام 1935 اتم دراسته في الكهراء و الميكانيك إلا انه لم يتمكن من اجراء الامتحان التطبيقي الضروري لتخرجه مهندسا و بائت محاولاته جميعا بالإخفاق بسب إعتذار المؤسسسة و المصانع التي يمكن التطبيق فيها عن قبوله لنشاطه في مقاومة الاستعمار، و كان قبل تخرجه في عام 1931 قد تزوج من شابة فرنسية اسلمت على يديه و سمت نفسها خديجة، هيئت له اسباب الراحة و ساعدته على مواصلة دراسته، و في فترة اقامته في فرنسا حاول مزاولة بعض الاعمال الا انه لم يوفق فيها بسبب محاربة الفرنسيين للمستعمرات و لهذا عاد الى تبسة و لكن سبل العيش ضاقت به من جديد فقرر الهجرة مرة اخرى الى فرنسا سنة 1939 و بقي فيها الى عام 1956 ثم منها الى مصر حيث بدأت مرحلة جديدة في حياته فقد حضي باحترام كبير و تم تعيينه مستشارا في المؤتمر الاسلامي الذي اصبح يطلق عليه فيما بعد اسم مجتمع البحوث الاسلامية و تعد فترة وجوده في مصر من اغنى مراحل عطائه الفكري اذ ألف فيها عدد من الكتب منها فكرة الافريقية الاسيوية 1956 اضافة الى ترجمة بعضها الاخر من اللغة الفرنسية الى اللغة العربية و برز في الحياة الفكرية ليس في مصر فحسب بل في العالم الاسلامي أيضاً، و في اثناء اقامته في مصر تزوج بسيدة جزائرية ثم عاد الى الوطن عام 1963، فعيين مديراً للتعليم العالي الذي كان محصورا في جامعة الجزائر المركزية حتى استقال عام 1967 ليتفرغ للعمل الفكري و الاصلاح و هكذا قضى مابقي من سنوات عمره الى ان توفاه الله في الجزائر في 31 اكتوبر عام 1973 .
وقف مالك بن نبي حياته للاصلاح و عمل في ميدان الفكر و لم يعمل في مجال ختصاصه مهندسا كهربائيا لانه شعوره بالخطر الاستعمار ي و المعاناة التي عاشها مع شعبه مع الجزائر جعلته يجيب كل من يسئله بلدي حاليا في حاجة الى مفكر اكثر من حاجته الى مهندس، يتميز في مؤلفاته بعمق التفكير و منطقيته و واقعيتيه و قوة اسلوبه في الدفاع عن الافكار التي يتبناها و استطاع بأسلوبه المتفرد و ثقافته الغربية الواسعة مع ثقافته العربية الاسلامية ان يوجه اليه انظار جيل من الشباب الذي يتوق الى الاصلاح مع احتفاظه بقوة العقيدة و سلامة التفكير، و هو يطرح الاسلام ملهما القيم و قادرا على استعادة دور الانسان مبرأة من ثقل الحضارة الامبراطورية كما انه يرى ان الاسلام لا يقدم للعالم كتاباً و انما واقعا اجتماعيا يسهم بشخصيته في بناء مصير الانسانية.
مؤلفات مالك بن نبي
من مقولاته " أنه من الصعب أن يسمع شعب ثرثار الصوت الصامت لخطى الوقت الهارب "، من مؤلفاته آفاق جزائرية انتاج المستشرقين و أثره في الفكر الاسلامي الحديث، شروط النهضة الصراع الفكري في البلاد المستعمرة، الظاهرة القرآنية ، فكرة الافريقية الآسيوية، مذكرات شاهد للقرن- الطفل و مذكرات شاهد للقرن- للطالب، المسلم في عالم الاقتصاد ، مشكلة الثقافة و وجهة العالم الاسلامي، من أجل التغيير و ميلاد مجتمع و تأملات.
تعليقات
إرسال تعليق