كتاب البيان و التبيين
كتاب البيان و التبيين آخر كتب الجاحظ تأليفا و ثان أشهر كتاب للجاحظ بعد كتابه الحيوان ، و يُعد أحد أركان كتب الأدب العربي، و قد ذكره ابن خلدون في كتابه المقدمة في فصل علوم اللسان العربي ضمن الاربعة دواوين التي قال عنها انها تعد أصول و أركان فن الادب و هي : أدب الكاتب لابن قتيبة، و كتاب الكامل للمبرد و كتاب الببيان و التبيين لأبي عثمان الحاجظ و الكتاب الرابع كتاب النوادر لأبي علي القالي.
الكاتب
هو عثمان عمر بن بحر بن محبوب الكناني الملقب بالجاحظ لجحوظ عينيه، هو أديب عربي من كبار أئمة الادب العربي في العصر العباسي و في التاريخ الاسلامي بشكل عام، إضافة لكونه مثقف و عالم موسوعي و فيلسوف و شاعر لم يترك باب من أبواب المعرفة إلا و طرقه.
ولد الجاحظ في مدينة البصرة سنة 159 هجري و توفي بها عام 255 هجري، نشأ في بيت متواضع من ابوين فقيرين مات ابوه و هو لا يزال طفلا فتعهدت امه ترتبيته و عاش في فقر و اضطر رغم صغر سنه للعمل في اسواق البصرة من اجل مساعدة والدته. أخذ الأدب عن ابن عبيد و الأصمعي و ابو زيد الانصاري. كان ميالاً منذ صغره للعلم و القراءة و الكتب و قد ظل هذا الميل ملازمات له الى آخر حياته.
وصف الكتاب
القارئ للكتاب يرى أنه ذو قسمين متداخلين مع بعضهما حرص الجاحظ من خلالها على توصيل رؤيا للقارئ: حيث تناول القسم الاول منه و هو ما اختاره الكاتب من نصوص و خطب و اخبار و وصايا، و كلام الأعراب و الزُهاد و ما الى ذلك و هذا مايشير اليه الجاحظ بالبيان. و القسم الثاني عبارة عن نقد ادبي في مر مرحلة اولية، في هذا الكاتب للجاحظ نظرات دقيقة فاحصة في نصوصه، و في الكلام عامة، و هذا مايسمى بالنقد فكل ماساقه الحاجظ من قواعد و نظرات هو ماقصده بكلمة التبين.
حرص الجاحظ على وضع خلاصة معرفته وثقافته في كتابة البيان و التبيين ، و قد قسم الكتاب الى ثلاثة اجزاء حيث تناول مشكلة و عيوب النطق، وعيوب الكلام كما و ذكر كثيرا من أساسيات الفصاحة والبيان، وما يجب على المتكلم تجنبه، وما يجب على السامع تفهمه.
ثم عرج إلى التحدث عن مختلف ألوان الكلام الذي يدل على البيان، والبلاغة، والنقد، وصناعة الكلام، و أورد فيه أقاويل وآراء عن البلاغة عند الأمم القديمة والمجاورة، و أشار إلى أسماء بعض الخطباء والأمراء و أصحاب البلاغة... وقد دعم حديثه بشواهد من الشعر و النثر، ثم تصدى للشعوبية التي ظهررت آنذاك في العصر العباسي التي ترى ان لا فضل للعرب على غيرهم من باقي الامم، ثم جعل من الجزء الاخير تنوعا بين الشعر و النثر و الحديث و النوادر و تعازي الملوك.
تعليقات
إرسال تعليق