القائمة الرئيسية

الصفحات

القراءة


القراءة مفاهيم



القراءة هي باب الولوج  لعالم العلم و المعرفة و اكتساب الثقافة، و هي أهم ما يقود الانسان الى النجاح و التميز في حياته العلمية و العملية، و من الوصايا التي يوصى بها دائمًا لتطوير الذات وبناء المجتمعات وتطويرها والرقي بها في مختلف مجالات الحياة  هي القراءة، ويكفينا أن تكون أول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي قوله تعالى: (اقرأ) تنبيهاً إلى أهمية القراءة ودورها الفعال في تطور الأشخاص و الأمم.


مفهوم القراءة



القراءة هي اقبال الفرد على قراءة الكتب و غيرها من المؤلفات إطلاعاً و قراءة لمعرفة المزيد من المعلومات الفكرية و الاستفادة منها، وهي أحد أهم وسائل التعلم الذاتي لكي يتمتع الإنسان بمعرفة واسعة تقوده إلى التميز في مختلف المجالات وأيضاً لكي يستمر في تجديد معلوماته ،و تكوين شخصية ناضجة فكرياً و مستقلة فيصبح أكثر قدرة على التعامل مع ما يمكن أن يقابله في حياته من أشخاص ومشاكل، و تعد أيضاً عملية فكرية تمر بمراحل بداية بالتركيز على القراءة، التحليل و التفسير و صولا الى ادراك المعنى ثم اسقاط و تطبيق ذلك في المواقف المختلفة في حياتنا اليومية.


المطالعة


هي الاطلاع على الكثير من الكتب بشكل غير معمق للبحث عن شيء، وبالتالي فهي معرفة المعلومات بغرض الاطلاع عليها بطريقة سريعة، والمطالعة لا يشترط فيها أن تطلع على الكتاب كاملا صفحة صفحة، و هذا يعطي مفهوم ان المطالعة أشمل من القراءة لكنها ليست أعمق منها.


فوائد القراءة


لاشك أن للقراءة فوائد كثيرة منها ما يعود على الفرد نفسه و منها مايتعداه الى المجتمع لأن ما يكتسبه الفرد خلال عملية القراءة بالطبع سينعكس على أدائه في عمله ،و تعاملاته مع الأشخاص المحيطين به،  الأمر الذي يرجع بالكثير من الإيجابيات على المجتمع  و يمكن تحديد فوائد القراءة في ما يلي :
- تساعد القراءة في بناء شخصية واعية للفرد و تدرك أن من أهم الطرق للإرتقاء بالإنسان هو التسلح بالعلم و الثقافة و محاربة و دحر الخرافات
- تنمي القراءة مهارات الفرد وإمكاناته اللغوية و المعرفية، فيصبح في حالة تطور ونشاط مستمرة.
- يصبح أكثر مقدرة في التعامل مع ما يواجهه في حياته من صعوبات ومواقف و أشخاص.
- تنمي القراءة من قدرات الفرد اللغوية والفكرية والعقلية ومهارات التحليل والنقد والإبداع و التواصل.
- تمنح الفرد فرصة للتعرف على الحضارات و الشعوب و ثقافتهم  بالشكل الذي يساعده على فهمها و تثري معلوماته .
- تساهم القراءة في عملية بناء مجتمع واع و مثقف ومدرك لأهمية العلم والمعرفة ويسعى دائماً للتطور ومواكبه كل ما هو جديد بشكل متواصل.
- تصور القراءة  العالم كقرية صغيرة بالنسبة للقارئ تنفتح فيها الشعوب على بعضها و تتعرف على ثقافاتها و مختلف أنماط العيش فيها.


اهمية القراءة


 يشحذ عقل الانسان من خلال تحفيز الدماغ، من خلال دفعك إلى التركيز بشكل مكثف على الكلمات التي تقرؤها، يأخذ دماغك كمية كبيرة من المعلومات، والتي يمكن أن تحسن مهارات التفكير النقدي والتحليل أيضًا، هذا التحفيز صحي للعقل وشحذ عمليات التفكير، أليس من المدهش كيف يمكن للكتاب أن يفعل ذلك؟ بالطبع، يقرأ بعض أنجح الناس في العالم كل يوم ويدركون أن المعرفة هي المفتاح لذلك قد يكون الوقت قد حان للاستماع إلى نصيحتهم إذا كنت تريد أن تكون أقرب إلى حلمك.

القراءة لا تساعد فقط في تفكيرك النقدي، ولكنها أيضًا تحسن وظائف دماغك، تماماً عندما تمرن عضلة كل يوم ستنمو هذه العضلات وتصبح أقوى عن ذي قبل و تعمل القراءة بنفس الطريقة التي يعمل بها عقلك، التحفيز المستمر للدماغ الذي توفره القراءة يشبه التمرين المطلوب لنمو و تقوية العضلات، حيث يقوي الأجزاء المنفصلة من الدماغ التي تتحكم في مهارات التفكير والتحليل.


القراءة للأطفال


لا يمكن إنكار أن مهارات القراءة للطفل مهمة لنجاحه في المدرسة والعمل والحياة بشكل عام، ومن الممكن جداً المساعدة في ضمان نجاح طفلك من خلال القراءة لهم ابتداء من سن مبكرة جداً، وتعتبر من اهم  الأسباب في دعم التطور المعرفي لأطفالك مفيد لهم على المدى الطويل.
 ثبت علمياً أن القراءة للأطفال الصغار تساعد و تحسن من عملية التنمية المعرفية، في حين ان التطور المعرفي هو ظهور القدرة على التفكير والفهم، و هي "بناء عمليات التفكير، بما في ذلك التذكر، وحل المشاكل، وصنع القرار، من الطفولة حتى مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ "، وهو يشير إلى وجهة نظر الشخص إلى عالمه و طريقة التفكير الجديدة المتعلقة به، من خلال عدة مجالات كالذكاء و معالجة المعلومات، وتطوير اللغة والمنطق، و الذاكرة.

القراءة في الاسلام


لان للقراءة اهمية كبيرة و عظيمة في حياة الانسان، فقد كان أول أمر في الإسلام هو القراءة،  يقول الله عز و جل  (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)  (العلق)، وذلك لكي ينتبه الناس لأهمية القراءة، ولكي يهتموا بها ولا يهملوها أبداً، و كان أول ما أقسم به الله عز وجل هو القلم في قوله تعالى :( ن والقلم وما يسطرون) (القلم)، وذلك اشارة لأهمية الكتابة والقراءة.


القراءة في الوطن العربي


تعيش للأسف مجتمعاتتنا العربية منذ زمن سلسلة من الأزمات أدت إلى التراجع في كافة المجالات و على جميع الأصعدة، ولعلّ أخطر هذه الأزمات أزمة التدهور و الانحطاط الثقافي الذي يعاني منها المجتمع العربي، فأين نحن من عبارة " امة اقرأ " التي صارت اليوم " امة اقرأ لا تقرأ "! و لم يعد شعار المواطن العربي بعد ذلك - خير جليس في الأنام كتاب - وما لبث أن هجر الكتاب واهمل القراءة بل عزف عنها تماماً، فتحت علينا التكنولوجيا مصرعيها على ثقافات غربية ضعنا و رائها و انسلخنا من ثقافتنا، و اهلمنا الكتاب و القراءة و صرنا نتسول ثقافات لا تسمن و لا تغني من جوع، ألستنا الضياع و الجهل و الامية و لغة المظاهر.


انواع القراءة


للقراءة أنواع و تختلف على حسب استخدام القارئ لها، و كل نوع له طريقته الخاصة به و ما يهدف اليه، منها مايتعلق بالأداء و منها ما يتعلق بالهدف و منها مايتعلق بنوعية المقروء، وتنقسم القراءة الى نوعين أساسيين القراءة الصامتة و القراءة الجهرية:

القراءة الصامتة :
تعتمد على تعريف الرموز و المعاني باستعمال العين دون اصدار صوت، كما تتيح للقارئ تأمل العبارات والتراكيب، وعقد المقارنات بينها والتفكير فيها، كما أنها تنمي الرغبة القرائية.

القراءة الجهرية :
تعريف الرموز و المعاني بالعين و التعبير من القارئ لغيره فهي تعتمد على الإلقاء المعبر و لها مزايا عديدة منها، الكشف عن عيوب النطق و معالجتها و وسيلة لاتقان النطق و الالقاء بلغة صوتية متقنة و مميزة.


قراءة الروايات


 تعتبر قراءة القصص و الروايات بداية لدخول عالم القراءة لكثير من الناس، و تعد من أسرع الطرق لتطوير مهارة القراءة و تنمية الخيال و تطوير اللغة بشكل عام بطريقة تعليمية غير مباشرة، بسبب احتوائها على عدد كبير من الكلمات و الاوصاف المختارة من طرق الكاتب و هذا يساعد القارئ في التعرف و تعلم كلمات جديدة و معرفة معانيها من خلال السياق المذكورة فيه، و لا عجب ان تكون  الروايات هي وجهة القراءة المحببة لدى الكثير من القراء و لا عجب ان تكون اكثر الكتب مبيعاً على مستوى العالم و الوطن العربي.
الرواية أحد أشكال الأدب المشهورة، و هي سلسلة من الأحداث المتنوعة تتنوع بين واقعية و خيالية عتلى حسب سرد الكاتب لاحداثها و شخصياتها، تعتمد على الاسلوب النثري،و يتم فيه وصف الشخصيات والأماكن و الصراعات و الاحداث لتشكل قصة مترابطة، وقد ظهرت في أوروبا على انها جنس أدبي مؤثر في القرن الثامن عشر.

مشكلات القراءة


فقدان الرغبة في القراءة مشكلة شائعة في عالم القراءة و المطالعة، تتحدث المشكلة عن  فقدان شهية القراءة او فقدان الرغبة في القراءة سواء عدم مقدرة الشخص على تناول كتاب و قرائته او العزوف التام عن القراءة بحيث صاب القارئ بنفور شديد من القراءة و الكتاب، و يحدث هذا نتيجة للظروف المحيطة به التي تئثر بشكل مباشر على عادة القراءة لديه، فتصبح حينها القراءة عنده تحدث على فترات متابعدة و بإقبال ضعيف، و عدم  القراءة يوميا أمر طبيعي و يحدث لأي قارئ بصفة دورية، لان القراءة بالدرجة الأولى حالة مزاجية، يُقبِل فيها الشخص على القراءة بنهم و ينفر منها بفتور و أكيد حياتك مرتبطة بظروف و عوامل  أخرى غير القراءة تجعلك تقلل من جلسات القراءة و من الوقت المخصص للقراءة.
و في مايلي بعض النصائح العملية لاستعادة الرغبة في القراءة من جديد و المحافظة على عادة القراءة:
- بعض الكتب تشعرك بالملل اذا كان هناك كتاب قيد القراءة و لم تستطع اكمال قرائته أتركه الآن،الاصرار على اكماله دون رغبة تساعد على ذلك يسب نفورا لديك.
- اختيار كتاب جيد يترواح عدد صفحاته بين 100 و 200 صفحة، عدد الصفحات الكبير يؤثر على الرغبة في القراءة .
- أعادة قراءة الكتاب المفضل لدية يخلق نوع من الرغبة و يجدد متعة القراءة و يزيد من شغفك للقراءة.
- اقحم نفسك في جو الكتب احط نفسك بكتبك او زر مكتبة قريبة منك، إقرأ العناوين، تفحصها، أعد ترتيبها، شاهد المقاطع و الافلام المحفزة على القراءة، كل هذه الخطوات ستساعدك على تجديد رغبتك و تعطيك دافع  للاستمرار في القراءة.
- أخذ فترة راحة بين كل قراءة كتاب و كتاب تخفف من الالتزام بالراءة و تجعلك لا تشعر بالإجهاد و بالتالي يزيد اقبالك على القراءة.

تعتبر  القراءة  ذات أهمية بالغة بسبب ضرورتها في حياتنا و مكانتها العظيمة، وأنها تقترب من أنْ توازي أهمية الأكل والشُرب عند الأشخاص الشغوفين المحبين لها، ممن عرفها حق المعرفة و أدرك منزلتها السامية، و لو بحث أحدهم في دروب التاريخ عن حياة الناجحين البارزين لرأى أنهم ممن كانوا قارئين شغوفين يجسدون و يطبقون الذي يقرؤونه حتى تكون القراءة حياة لهم بحق و ليس كلمة اعتادت ان تجري على الأفواه دون شيء ملموس في حياتنا اليومية. 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع