أخطاء القُــــــراء
رغم ادراكنا لأهمية القراءة و شغفنا الكبير بها، كونها أحد طرق التعلم الذاتي و التحصيل المعلوماتي و معرفتنا بأهدافها السامية على مستوى الفرد و المجتمع ،من اثراء الحصيلة اللغوية و رفع المستوى الثقافي العام، إلا أن ذلك لا يمنع أن يكون لدينا اخطاء كقراء نقع فيها أحياناً بسبب جهلنا او كوننا مبتدئين في عالم القراءة، او بسبب غياب الاستشارة من المتخصصين و ذوي الخبرة في المجال، و لذلك سنعرج في هذا المقال على مجموعة من أخطاء القُراء التي يقعون فيها في محاولة لابراز الأسباب المتعلقة بذلك.
أخطاء عليك تجنبها
- البداية أو الانطلاقة العشوائية و عدم التدرج في مستوى القراءة، عن طريق قراءة الكتب الصعبة قبل السهلة، أو القديمة قبل الحديثة، وهو ما يشبه حرق المراحل.
- ولوج عالم القراءة دون استشارة و توجيه ممن هم أكثر خبرة أو لهم باع طويل في هذا المجال، فيستشيره عن الكتب المناسبة له في كل مرحلة و عن كل فن، وطريقة الطلب والتدرج الصحيح في القراءة.
- الركض والاستجابة السريعة لنداء الدعايات التجارية البراقة حول بعض الكتب تحت عنوان الأكثر مبيعا، دون تنقيح و تمحيص لحقيقة ذلك الكتاب و مؤلفه.
- الاعتماد الكلي على الكتب دون الرجوع الى أهل العلم و سؤالهم لأنهم أدرى بمحتويات الكتب و مكنوناتها و الأقدر على تبسيطها بسبب مستواهم اللغوي العالي و فهمهم السديد، أو إهمال التلقي عن طريق الدروس الصوتية او المشافهة من خلال مجالس العلماء الثِقات.
- الحكم على النفس بالفشل من أول كتاب أو ثاني كتاب، بسبب قلة صبر القارئ و محاولة لمس نتائج القراءة في وقت وجيز ! القراءة تحتاج إلى صبر وروية و اجتهاد حتى تمنحك ما يمكن أن تجنيه من وراءها.
- إبقاء المعرفة في حيز الذهن دون تحويلها و تجسيدها إلى تطبيق في الواقع، ورحم الله القائل : " العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل ".
- العجلة و قلة الصبر في الحصول على الثمرة من وراء القراءة، أو التفكير الخاطئ بأن الحصول على ثمرة القراءة تأتي من قراءة كتاب أو كتابين، بل ثمرة القراءة تجنى مع استمرارية القراءة والتدرج الصحيح في الانتقال بين المراحل و المستويات، ووقتها تستطيع أن تلمسها على مستوى وجهة نظرك و تصوراتك و أهدافك و حتى في لغتك وسلامة لسانك.
- من بين الأخطاء او العيوب لدى الكثير من القُراء ما يمكن يسمى بالقراءة الاستسلامية، التي يمنحها القارئ للكتاب وأفكاره قدسية و تنزيه من الخطأ بحيث لا يعتراض عليها او ينتقد أو يصوب شيئاَ فيها، وإن كانت مر حلة مرحلة النقد والتحليل والحوار مع مؤلف الكتاب هي مرحلة و مستوى متقدم لا يصل إليها القارئ بين يوم وليلة أو بقراءة كتاب او اثنين.
- هناك شريحة من القراء هي على العكس من تلك الشريحة التي تقدس الكتب، هي شريحة القراء الذين لا يبحثون إلا على العيوب و الاخطاء في الكتاب، وكأن كل همهم أن يكشفوا مواضع الزلل في ذلك الكتاب أو ذاك المؤلف، وهذا يمنعهم و يحول بينهم و بين الاستمتاع بما يقرؤون، ويحجبهم كذلك عن الفائدة التي ممكن أن تكون مدفونة بين أوراق و ثنايا أفكار ذلك الكتاب.
- الشغف بالكتب دون قرائتها و هذا يحدث عند كثرة شراء الكتاب على حساب قلة قرائتها، وهذا ربما يصيب الإنسان بالملل و الكسل و حتى ربما الوصول الى فقدان الر غبة في القراءة و استصغار النفس أمام العدد الكبير للكتب و انتشار على أرفف مكتبته، دون قراءتها أو حتى تصفحها واطلاعه عليها، و هذا الأمر يحتاج إلى نوع من التوازن بين الاقتناء و الاقبال على القراءة.
تعليقات
إرسال تعليق