آداب القراءة
تخلفنا عن ركب الحضارة اليوم و معدلات القراءة الكارثية في الوطن العربي و في المقابل تقدم الأمم الاخرى و تسابقها على مضمار العلم و المعرفة دليل واضح على مكانة القراءة و الكتاب عندهم..و مدى نبذنا نحن للكتاب و القراءة عندنا رغم اننا امة إقرأ..!
آداب القراءة يجب أن تكون قبل القراءة نفسها و ان يتحلى بها كل قارئ يود ان يكتسب معرفة و ثقافة من خلال القراءة، فالقراءة ليست فعلا عشوائيا بل لها ضوابط و شروط من شأنها ان تجعل قرائتك للكتاب قراءة مفيدة و مثمرة و ان تجعل منك قارئا جيدا ينتفع بما يقرا بشكل صحيح.
آداب القراءة هي مجموعة من النصائح موجه للقراء من اجل تصحيح العادات الخاطئة في القراءة و الالتزام بمعاير اخرى عند القراءة تساير مراحل القراءة قبلها و خلالها و بعدها.
قبل القراءة
قبل ان يُُقبل القارئ على قراءة الكتب ينبغي عليه أن يحدد هدفه من القراءة أولا فالقارئ الجيد يفعل ذلك حتى لا تضيع جهودة في القراءة و وقته أدراج الرياح و قبل ان يعرف جواب سؤال كيف أقرأ..؟ يكون قد عرف جواب لماذا أقرأ..؟ ما الذي يدفعني للقراءة ؟ ثم عليه ان يتبع الخطوات و النصائح الأولية في اختيار مجال و عنوان الكتاب و تخصيص وقت و مكان للقراءة و اختيار طريقة القراءة الصحية تبعا لنوع المقروء حتى تبدأ في القراءة بشكل منظم له هدف و له طريقة.
خلال القراءة
أثناء عملية القراءة لا يكن همك الوحيد من القراءة إنهاء صفحات الكتاب بل يجب أن تجعل غايتك هي فهم ما يقصد به الكاتب، ويحدث و انت تقرأ ان تجد معلومات لا تستطيع فهمها تُشكل عليك، هذا امر عادي لا يدعوا للتذمر او الضجر فهو يحدث لكل قارئ و قد يستدعي ذلك اعادة قراءة ما أشكل عليك و لم تفهمه مرة اخرى ولكن بطرقة مغايرة حتى تفهمه و تستوعبه، و لتكن قاعدتك ان القراءة ليست بكثرة ما تقرا بل بقدر ما استفدت.
القراءة بتركيز ضرورية فالتركيز هو مخ القراءة و أساسها فالقراءة بدون تركيز ضياع للوقت والجهد، فدرجة تركيزك تحدد مستوى نجاحك في القراءة، فالتركيز مهارة يتعلمها المرء كما يتعلم أي مهارة أخرى عن طريق الابتعاد عن المشتتات و تعلم القراءة السريعة للعناوين و المحتويات و تكويسن الاسئلة بحث تخلق تفاعل مع النص و الافكار و غيرها من الطرق، وكذلك مما يعوق عملية التركيز عدم الثبات على أمر والانتقال من كتاب إلى آخر،فلا يحصل معه ان ينهي كتابا او يتقن فنا من العلوم بهذه الطرقة وهذا مشكل حله العزم والإصرار على إتمام ما بدأ به.
بعد القراءة
عند الانتهاء من قراءة الكتاب لا يعني نهاية العلاقة بالكتاب !! فلتبقى المعلومات المكتسبة من الكتاب مثبتة يتطلب الأمر مراجعة ما قرأت،عن طريق قراءة كل المراجعة بطريقة متأنية فيها نوع من النقاش و التساؤلات و فهم الافكار و ليس المعنى إعادة القراءة بشكل سريع على أمل أن تستعيد ذاكرتك كل المعلومات التي كتبتها، بل هي أكثر من مجرد القراءة، وقد تستدعي المراجعة أحياناً وجود شخص يناقشك فالمناقشة طريقة قوية لتحسين مستوى التعليم والتذكر.
تقسيم الموضوع الى اقسام يسهل مراجعتها و طردا للمل يحبذ ان تكون المراجعة في وقت نشاطك الذهني، وقد يتطلب الأمر مراجعة الكتاب عدة مرات في حالة تعسر الفهم و ذلك يعتمد ذلك على مقدرة ذاكرتك وعلاقتك بالموضوع .
الاهتمام بكل هذه الخطوات و النصائح و تطبيقها على القراءة لديك مع احتمال وجود بعد الصعوبات في الفهم او الالتزام التي تحتاج الى بعض الجهد و الوقت لتحسن منها، امر ضروري لتقرا بشكل جيد و تنتقل بشكل منظم تصاعدي الى مستويات اعلى في القراءة و تلمس نتائج هذه القراءة الفعالة في تطور فهمك و ادراكك و توسع افكارك و سعة خيالك.
تعليقات
إرسال تعليق