كتاب أوراق الورد
كتاب أوراق الورد ينتمي لأدب الرسائل، و هو مجموعة من الخواطر التي نشرت في فلسفة الجمال والحب، كتبه مصطفى صادق الرافعي ليصف حالة من حالاته ویثبت تاريخا من تاريخه في فترة من الحياة بقيت راسخة، فلم يكن يرى لها تاريخا لنفسه من قبل ولا من بعد.
الكاتب
مصطفى صادق الرافعي لقب بمعجزة الأدب العربي و هو أديب الأمة العربية المسلمة يعبر بلسانها و ينطق عن ذات نفسها، كان ميلاده في يناير عام 1880 من أب مصري و أم سورية و نشا الرافعي في أسرة يظلها الله بالتقى و يضيء قلوبها بالإيمان، فالقرآن و الدين هما أول ما يلقن الوالدان بهما المولود الوافد إليهما، أجداده و ذووه شغلوا المناصب الدينية في القضاء الشرعي بمصر، أبوه الشيخ عبد الرازق الرافعي كان رئيسا للمحاكم الشرعية في الكثير من الأقاليم و نشأ الرافعي يسمع إلى أبيه أول ما يسمع عن نهج الأسرة و لكن حين تحصل على الشهادة الابتدائية أصابه مرض أودى بسمعه، توقف عن الدراسة و بدأ يسعى للعمل فعين في افريل 1899 كاتبا في محكمة طلخة الشرعية. انتقل بعدها في نفس العام إلى العمل في محكمة طنطة الأهلية.
ينتمي الرافعي إلى مدرسة المحافظين التابعة للشعر الكلاسيكي، لكنه لم يستمر في الحياة الشعرية طويلا و انصرف للكتابة النثرية، كتب في موضوعات بارزة : الدراسات الأدبية و كان كتابه عن آداب تاريخ العرب، ثم كتب كتابه المشهور تحت راية القرآن، ثم انتقل إلى ميدان برع فيه و فيه تجلت عبقريته و هو ميدان المقال و قد جمعت هذه المقالات في كتاب وحي القلم.
ملخص الكتاب
كتاب أوراق الورد يضم طائفة من رسائل الرافعي إلي حبيبته، رسائل لم يبعث بها إليها و لكنه كان يكتبها و يناجيها في خلوته ويتحدث بها إلى نفسه، أو يرسلها إلى خيالها في غفوة المُني، ويسترسل بها إلى طيفها جلوه الأحلام، ما عدا رسالتين أو ثلاثا مما في أوراق الورد... فلما أتم كتابتها وختم عليها، أرسلها إليها في کتاب مطبوع بعد سبع سنين من تاريخ فراقهما !
أوراق الورد ليس كله من إلهام حبيبته المعروفة، و كل الرسائل التي في الكتاب ليست إليها وحدها، فهنالك حبيبة أخرى، المذكورة في كتاب حديث القمر ، تلك التي عرفها في ربوة من لبنان منذ تسع عشرة عاماً، إذًا هما حبيبتان و ليست واحدة، واحدة يستمد من لينها وسماحتها وذكرياتها السعيدة معانی الحب التي تملأ النفس بأفراح الحياة، و واحدة يستوحيها معان الكبرياء والصد والقطيعة وذكريات الحب الذي أشرق في خواطره بالشعر و أفعم قلبه بالألم !
لقد مضت سبع أعوام منذ أن فارق حبيبته فلانة، كان قلبه في أثنائها خالصا لها، ولكن فكره كان يدور على معان الشعر يلتمسه من هنا وهناك، فلما اجتمع له ما أراد، ضم أوراق الورد إلى أشواكه وأخرجها كتابا للفن أولا ثم لها من بعد.
فصول الكتاب
يبدأ الكاتب كتابه بمقدمة قوية في الأدب، يسرد المؤلف خلالها تاريخا عن رسائل الحب في العربية، بأسلوبه الخاص، وإحاطة هي إحاطته و سعة اطلاع لا تعرف لغيره، و هذه المقدمة تُذَكر قارئها بذلك النهج البارع الذي سلكه الرافعي العالم المؤرخ في كتابه تاريخ آداب العرب فكان به من أول من كتب في تاريخ الأدب وآخر من كتب.
وتأتي بعد هذا الفصل مقدمة الرسائل، وفيه ذكر سبب تسمية الكتاب بأوراق الورد، ثم يمضي في هذه المقدمة يتحدث عن حبه، وآلامه في الحب ورأيه في الحب، وشيء مما كان بينه وبين صاحبته، ثم يتحدث عن طريقته في هذه الرسائل، وما أراد بها، وما أوحاها إليه، ثم تأتي بعد ذلك فصول الكتاب متتابعة متنوعة فيها من حنين العاشق ، و منية كل متمني و رغبته، و ذكريات الهجر ، وفيها فن الأدب و قوافي الشاعر، وفيها من رسائلها ومن حديثها.
من أراد أوراق الورد على أنه قصة حب في رسائل لم يجد شيئا، ومن أراده رسائل وجوابها في معنى خاص لم يجد شيئا، ومن أراده تسلية و إزجاء للفراغ لم يجد شيئا، ومن أراده نموذجا من الرسائل يحتذيه في رسائله من يحب لم يجد شيئا، ومن أراده قصة قلب ينبض بمعانيه على حاليه في الرضا والغضب، ويتحدث بأمانيه على حالية في الحب والسلوان وجد كل شيء.
تعليقات
إرسال تعليق