القائمة الرئيسية

الصفحات

كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا

كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا



كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا





افتتح أبو فهر كتابه رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، بقوله ثقافة كل امة هي جسدها الذي يقوم به كيانها و تعرف به من بين أقرانها، و رأس كل ثقافة هو الدين بمعناه العام و الذي هو فطرة الإنسان و الكتاب يحتوي على قراءة للأسباب التي أدت إلى فساد الحياة الأدبية و السياسية، و الاجتماعية و الدينية. 

المؤلف

محمود شاكر رحمه الله هوأبو فهر محمود محمد شاكر أديب مصري و لد بالاسكندرية من عائلة علياء الحسينية بصعيد مصر سنة 1909 ميلادية، نشأ و تربى في عائلة دينية ، تلقى تعليمه في مدرسة الوالدة أم عباس، التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية، ثم  ترك الدراسة الجامعية برمتها قبل إتمامه لها و ذلك على اثر خلاف حصل بينه و بين أستاذه في الجامعة طه حسين، على فكرة للمستشرق مرجليوث متعلقة بالشعر الجاهلي مع عدم نسبتها له، بعدها دخل أبو فهر في عزلة علمية فقد لبث عشر سنوات من شبابه في حيرة و شكوك من تلك الحياة الفاسدة التي كان منغمسا فيها من كل وجه، و كانت في هذه الفترة في السابعة عشرة من عمره إلى السابعة و العشرين و هذا الخوف أدى به إلى قراءة كل ما وقع تحت يديه من الشعر العربي بتمهل و تدبر فأكسبته هذه المرحلة تذوقاً للغة الشعر، ثم هم بقراءة كل ما وقع عليه من كتب السلف من تفسير للقرآن إلى علوم القرآن إلى دواوين السنة و شروحها إلى ما تفرع منها ، إلا انه بعد ذلك خرج بكشف غريب و هو أن الأمة الإسلامية من بعد الصحابة و التابعين و تابعي التابعين حتى القرن 11 هجري كانت في علو و همة و اعتزاز بتراثها ثم حدثت فجوة فبعد فتح القسطنطينية تحركت البغضاء في عظم أوربا فتحركت للتسلح بسلاح العلم الذي هيئ للمسلمين ما هيئ من أسباب الغلبة و الظفر، فخرجت من حقبة قرونها الوسطى لترد أوربا عن عرضها العار ، بينما دخل المسلمون في سِنة عميقة أورثتها نشوة النصر و فتح القسطنطينية.

نبذة عن الكتاب

كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا لشيخ العربية الأستاذ أبو فهر محمود محمد شاكر ، و الكتاب في الأصل هو مقدمة لكتابه الكبير المتنبي في طبعته الثالثة الذي طبع عام 1987 و الذي فاز به بجائزة الملك فيصل ثم قامت دار الهلال بفصله و طباعته مستقلاً عام 1991 ميلادية، و تتراوح صفحات الكتاب نحو 200 صفحة. 

قص المؤلف قصة موجزة تتضمن تاريخ العلاقة الثقافية بين الأمة الإسلامية و الغرب منذ أن هزم المسلمون الروم و حتى فترة الاستعمار، و ضمن تلك القصة نظرات تحليلية فيما يتعلق بالدوافع أو بما يتعلق بكيفية سير الأحداث و ترتب النتائج على الأسباب. 

حرص المؤلف على إظهار دور الاستشراق في الهزيمة أمام الغرب لان ذلك الدور يمثل الجذور التاريخية للفساد الذي عايشه في فترة الاحتلال الانجليزي لمصر و قد استغرق إبراز دور الاستشراق أكثر الرسالة . 

تحدث المؤلف عن هبوب أشتات رجال من جوف هذه الغفوة الغامرة، محاولين ايقاض الجماهير المستغرقة في غفوتها و أن يدخلوا الأمة في عصر النهضة، و قد ذكر منهم خمسة أعلام و المجال الذي اشتغل فيه كلٌ منهم، عبد القادر البغدادي صاحب خزانة الأدب و الشيخ محمد بن عبد الوهاب في جزيرة العرب، و كذا المرتضى الزبيدي و الشوكاني و خامسهم هو حسن الجبرتي الكبير و مع ذلك لم يسلموا من الحملات المعادية و المضادة. 

يقول أبو فكر لما أحست أوروبا بيقظة المسلمين حاربتهم في كل مجال، و أرسلت فرنسا قائدها نابليون عام 1213 للهجرة، و نزل على مهد اليقظة الإسكندرية و زحف إلى القاهرة و معه صغار المستشرقين و مجموعة من العلماء في كل فن و علم ، و لما دخل القاهرة بدأ في استمالة بعض مشايخ  الأزهر لكي يقبلوا بمطالبه، فلما رأى امتناعه عليه أطلق جنوده الغزاة ليستبيحوا كل شئ حتى دخلوا الجامع الأزهر بالخيل و كسروا القناديل و رموا المصاحف على الأرض و داسوها بأرجلهم و بالوا في المسجد و شربوا الخمر و لكن بعد أن أحس هذا القائد الفاجر بغليان في الشارع المصري سارع للسفر إلى فرنسا و عين على الحملة كليفين الذي ضرب القاهرة بالمدافع و أخذ في قتل الأبرياء حتى مَنّ الله عز و جل على المسلمين بسليمان الحلبي فقتله شر قتلة و هذه الحملات لم تكن لنهب الكتب و الثروات العلمية فقط و لكن لتجريد بلاد الإسلام من أسباب اليقظة التي حملها الجبرتي و الزبيدي غيرهم، و مضت الأيام حتى جاء الاحتلال الإنجليزي 1299 هجري و وكل أمر التعليم في مصر إلى قسيس مبشر خبيث هو ليلوب ليؤسس أصول الاحتلال الانجليزي في مصر و يمسخ كل ما هو إسلامي و عربي في قلوب الطلبة حتى لا تتطلع إلى ما فيه.و ظهرت في الصحف و المجلات ظاهرة تسمى بالإرهاب الثقافي و تتلخص في كلمات جوفاء القديم و الجديد و التحضر و التخلف و التجديد و التنوير و ثقافة العصر و فقه الواقع. 

يقول محمود شاكر أحسست أنا و جيلي و هو جيل المدارس المصرية تم تفريغنا تفريغاً يكاد يكون كاملا من ماضينا كله من علومه و آدابه و فنونه، استمر المؤلف يتحدث الى قارئه حديثا متسلسلا هادفا لا على شكل فصول بل على شكل فقرات و التي بلغ عددها عشرون فقرة ثم ختم الرسالة بتذييل ذكر فيه شهادته على فساد أدب عصره و ثقافته و شهادة طه حسين التي تصب في نفس الاتجاه و يقول في ختام الرسالة " و قد قصصت عليك هنا قصة هذا الفساد العريض من حيث بدأ الى حيث انتهى ". 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع