القائمة الرئيسية

الصفحات

الترجمة الأدبية

الترجمة الأدبية


مقال عن الترجمة الأدبية


الترجمة الأدبية هي ترجمة و نقل الأعمال الأدبية، نثرا و شعرا و مسرحية و رواية و أي فن من الفنون الأدبية بنصها الأصلي و لغتها المصدر الى لغة اخرى، فتعد أيضاً عملية نقل لأنها تنقل الحضارة و الفكر و الثقافة.


تتبع طريقة الترجمة الأدبية نقل ما هو موجود في المصدر الذي هو النص الاصلي الى النص الجديد الذي هو النص الهدف ليس بطريقة حرفية كلمة يقابلها كلمة، و لكن عن طريق نقل النص و الكلمة بقواعدها اللغوية و بطريقة ابداعية يحافظ فيها على المعنى و اسلوب الكاتب و الحفاظ على الشكل العام للنص دون تشويه، وتختلف الترجمة الأدبية اختلافًا جوهريًا عن فئات الترجمة الأخرى، وذلك لأن المبدأ الرئيسي للترجمة الأدبية هو الحفاظ على النص الاصلي و نقله بطريقة ابداعية ساحرة شاعرية للغة اخرى، يعني هذا أنه بالإضافة إلى تقديم المعلومات للقارئ ، فإن الترجمة الأدبية لها أيضًا وظائف جمالية. و بناءاً على هذا فإن الصورة الفنية النهائية للعمل الأدبي التي تم انشاؤها سيكون لها بالتأكيد تأثير و ردود فعل على القارئ، لهذا السبب يجب على من يقوم بترجمة العمل الأدبي أن يأخذ بعين الاعتبار الصفات المحددة للنص، لان التركيز الابداعي للنص هو الذي يجعل هذا النوع من الترجمة مختلفًا، و بذلك نستطيع أن ندرك النص بمعناه و شاعريته و شخصياته.

لتحقيق الهدف الرئيسي للترجمة و ترك انطباع جيد لدى القارئ مهمة صعبة للغاية، لذلك قد تنطوي الترجمة الأدبية على بعض التشوهات و الاخلال بالقواعد الضرورية لتماسك النص من الناحية اللغوية، و لا يمكن إطلاقا للترجمة الحرفية أن تعكس عمق ومعنى العمل الأدبي، الأمر كله يتعلق بكيفية إدراك المترجم لهذا عن طريق القيام بإعادة كتابة النص من البداية إلى النهاية بطريقة شاعرية ابداعية تحافظ على النص الأصلي و تجذب القارئ.

تتطلب الترجمة الأدبية الكثير من المهارة، و يجب وضع في الحسبان  أن ترجمة أي عمل أدبي كتاب أو قصيدة ، ستقرأ من طرف الكثير من القُراء، و هذا يعني أن النص المترجم يجب أن يكون يضاهي في جماليته النص الأصلي او على الاقل يحافظ على شكله، و يجب التركيز على حقيقة مهمة في عملية الترجمة أن العمل الأدبي المترجم يجب أن يترك نفس الانطباع ونفس  صورة العمل الأصلي لدى القارئ، و غالبًا العمل المترجم بحرفية عالية يجعل من المُترجم مشهورًا، و هناك رابطة أساتذة الترجمة الأدبية تحدد أفضل المترجمين لهذا العام.

ما هي الصفات الواجب توافرها  فيمن يقوم بأعمال الترجمة الأدبية؟

إن الترجمة الأدبية كما سبق ذكرها، يلزمها مُترجم مبدع على غير المُعتاد، و لا يكتفي بالدوران في فلك الترجمة العامَّة و المرادفات فقط، ومن أبرز الصفات التي يجب أن يتوفر عليها المُترجم الأدبي ما يلي:

إتقانه للقواعد النحوية الخاصة باللغتين المترجم منها و المترجم إليها:
لكل لغة قواعد نحوية خاصة بها، وفي حالة الرغبة في الترجمة الأدبية بإيجابية و نجاح؛ ينبغي على المترجم أن يكون مُلماً بالقواعد بالنسبة للغتين الأصلية والمُراد ترجمة النص إليها.

تحقيق تماسُك النص من الناحية اللغوية: 
الكثير من المُترجمين لا يراعون تماسك النص من الناحية اللغوية في ترجماتهم، لذلك ترى ترجماتهم للأعمال الأدبية التي يسوقونها تشبه الى حد كبير ترجمة المواقع، أو الترجمة غير المُرتَّبة، وهذا الأمر في غاية الرداءة؛ و هذا بدورة يؤثر على استمتاع القُراء بما يقرؤونه، و عدم مراعاة هذه الأمور  خلال الترجمة الادبية فإن اخارج النص المترجم سيكون مشوهاً بعيداً عن النص الأصلي و بالتالي يفقد كل قيمته الفنية و الإبداعية الموجودة فيه.

الإبداع والموهبة الفطرية:
صعب و من غير المعقول ان يترجم شخص شعراً و لا يقوم بنقل اللمسة الشعرية و الجماليات الموجودة فيه فيه للقارئ، لذلك ينبغي على المترجم الأدبي  أن يتوافر فيه الإبداع و الموهبة الفطرية، و هذا ينعكس فينا يقوم بترجمته.

المعرفة التامَّة بمصطلحات ومفردات اللغتين:
من بين الصفات المهمة التي يجب أن تُوجد فيمن يقوم بالترجمة الأدبية، هو المعرفة التامة بالمصطلحات والمفردات اللغوية للغتين، سواء المُترجم منها، أو المترجم إليها.

الأمانة في الترجمة:
كل الذين يقومون بأعمال الترجمة الأدبية، يضعون في المقام الأول الأمانة في الترجمة، ولا يُمكن تعميمه على جميع أعمال الترجمة الأدبية، لأن هذا الأمر متفاوت من الناحية العملية، بسبب تفاوت مهارات و ابداع المترجمين و كذلك الصعوبة البالغة في ان يتوافق النص الأصلي مع النص المترجم بشكل كامل،  ولكن ينبغي  مُحاولة استحضار الدقة قدر الإمكان.

النظر إلى المعنى والمضمون:
كل جُملة و كل كلمة في الترجمة الأدبية مهمة، و تحتاج إلى تركيز شديد لما في ذلك من آثار تترتب عليها في حال اغفال هذا الجانب، لأن الترجمة الأدبية ليست ملء صفحة بيضاء بحبر لغة مغايرة، و لكن نقل و ترجمة الكلمات و الجمل في السياق الذي كتبت فيه  حتى تتم الترجمة بطريقة تحافظ على المعنى و المشاعر.

ما الصعوبات التي يواجهها القائمون بأعمال الترجمة الأدبية؟


بما أن الترجمة الادبية أمر صعب للغاية فإن من الطبيعي أن يكون هناك عدد كبير من الصعوبات التي يُواجهها من يقومون بالترجمة الأدبية، ومن أبرزها ما يلي:
الصور والتشبيهات البلاغية:
يأتي ذلك في مقدمة الصعوبات، وهو ما يتطلب من المترجم المعرفة بمفردات لا حصر لها على خلاف أنواع الترجمة الأخرى التي تقتصر على مواضيع علمية مفرداتها موحدة و شائعة تقريباً، ومن هذا يمكن القول إن أي مترجم أدبي يصلح لأي نوع آخر من التراجم، والعكس غير صحيح.

معايشة المترجم لظروف المؤلف:
 صعب ان تصل الى الحالة النفسية و الشعورية و معايشة ظروف الكتابة التي كان فيها كاتب النص الأصلي، و محاولة التقرب من هذه الحالة، يتطلب إنسانًا لديه الحس المُرهف، و ليس شخص نمطي تقليدي، خاصة في أنماط الروايات العلمية أو الأشعار المترجمة.
عدم قدرة القارئ العربي على معايشة النص المترجم:
قد تنقل النصوص من قبل المترجم بحرفية عالية، مبرزا فيها الحالة التصويرية والشعورية لكاتب النص الأصلي، و لكن هناك صعوبات لادخل للمترجم فيها و لكنها تتعلق بالقارئ نفسه، فالقارئ العربي يعرف الأسماء والمدن باللغة العربية، وقد يتوه  في النص المقروء بسبب جهل هذه الأسماء عليه، و تلك إحدى صعوبات الترجمة الأدبية المهمة.

 7 أخطاء غالبًا ما يرتكبها المترجمون الأدبيون وكيفية تجنبها:

الترجمات الحرفية
الترجمة التي تعتمد على الكملة مقابل كلمة اخرى يعتبر تغيير و ليس ترجمة للنص الاصلي.
المبالغة في معنى الكلمات
يراعى في الترجمة الحفاظ على المعنى العالم  للكلمات و الجمل و لا يجب أن تزيد الترجمة الفعالة من التأكيد على أي كلمة حتى تغير المعنى المقصود.
الاعتماد الكير على برامج الترجمة
الترجمة النصية تختلف عن ترجمة المعنى و نقله لذلك لا تستطيع برامج الترجمة دائمًا تحديد السياق أو التعرف على اللحن في الكلمة أو تحديد الحالات العاطفية.
سوء فهم سياق الكلمة
يتغير المعنى الأصلي إذا أساء المترجم فهم السياق الذي تستخدم فيه الكلمة ،و بالتالي فسوف يترجمها بشكل مختلف عن الشكل الأصلي .
فهم النغمة بشكل خاطئ
من الصعب جدًا في معظم الأحيان نقل النغمة المستخدمة في النص المصدر بدقة لأنها يمكن أن تتغير باستمرار.
تجاهل الاختلافات الثقافية
يمكن أن تؤدي الترجمة دون مراعاة الاختلافات الثقافية إلى مواقف غير مريحة أو حتى مسيئة.
ثقة عمياء
بغض النظر عن المهارات والقدرات التي تمتلكها، الأخطاء هي دائما ممكنة حتى بين الأفضل. إن عدم وجود تدقيق و مراجعة في العمل ليس ثقة مفرطة فقط ولكن من الغباء أيضًا.

تتضح الحاجة الملحة إلى مبدعين في الترجمة الادبية وليس فقط موظفين، يقومون بملء الصفحات بالحبر بلغة اخرة دون مراعاة السياق و المعنى و الحلة النفسية و الشاعرية لكاتب النص الاصلي، و هذا قد يسفسف و يشوه اعمال كبيرة بلغتها الاصلية الى اعمال رديئة مبتدئة بعد الترجمة.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع