رواية مائة عام من العزلة
رواية مائة عام من العزلة من أكثر الروايات شهرة كتبها الكاتب و الاديب العالمي الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز، أحداث الرواية خيالية متقاطعة مع تاريخ كولومبيا و انفصالها عن اسبانيا و إعلان استقلالها و حربها الأهلية التي اندلعت سنة 1885 قبل أن تنتهي بتوقيع معاهدة نارنلديا سنة 1902 بواسطة زعيم الثوار الكابتن رافييل يريبي و الذي حارب جد الكاتب تحت إمرته.
معلومات عن الرواية
كُتبت الرواية عام 1965 بالمكسيك و قد تم نشرها عام 1967 و طبع منها قرابة ثلاثين مليون نسخة عبر العالم، و ترجمت إلى ثلاثين لغة ، يبين الكاتب في روايته موقفه السياسي و رسالته من أجل السلام و العدالة، الرواية أحداثها مشوقة و غريبة و متداخلة، ولقد نجح الكاتب براعة أن يخلق تاريخ قرية كاملة من نسج خياله منذ أن كانت بدايتها الأولى على يد خوسي أوركاديو بويندا، و عدد قليل من أصدقائه كالقرية التي أخفى ليلها قصص حب بعضها نجح و بعضها كان مكتوب له الفشل، مرورا بنمو القرية حتى صارت تشبه مدينة صغيرة توالت الحروب و الحكومات عليها، و من بين الأفكار الجميلة التي حرص الكاتب على إيصالها للقارئ أن مسار الزمن لا يمشي في خط مستقيم بل في دائرة، فكلما حُذفت الأحداث من ذاكرتنا كرر الكون إعادتها و لكن في شخصيات أخرى و أزمنة مغايرة .
نبذة عن الرواية
عند مطلع القصة رواية مائة عام من العزلة يلاحظ القارئ تكرير الأسماء المتشابهة مثل أورليانو أركاديو و حتى اسم بوينديا، و هو اسم مشترك للأم و الأب الأجداد الاولين، الذين بحثوا عن طريق البحر لمدة تتجاوز العام، فكان الاستقرار الاضطراري في كان مناسب و أطلق عليه خوسي أركاديو بويندا الجد الكبير اسم قرية ماكوندا، ثم يوفد على القرية الغجر بألعابهم و طقوسهم السحرية الكثيرة فتطبع على القرية و أهلها شكلا آخر من أشكال الخرافة و يأتي معهم شخصية غريبة تدعى ميلكياديس و الذي يقوم بفعل أشياء غريبة و يرحل تاركا خلفه كنزا مبهما بعض الشئ و يتمثل في مجموعة من الورق كتب عليها كل تاريخ القرية بدقة و كل سكانها من لحظة نشأتها و حتى لحظة اندثارها و سكانها و لكن الغريب في هذه الأوراق أنها لا تقرأ إلا بعد مرور مائة عام على تاريخ كتابتها.
بعد إقامة مجموعة متنوعة من المهاجرين تم تكوين مجتمع ماكوندا الغريب الذي يتسم كل شئ فيه بالعزلة النسبية، فكل فرد و مكان طبع عليه و على شخصيته سمات خاصة تجعل تفرده حالة مستعصية، يتنوع بعد ذلك نسل عائلة بوينديا إلى مجموعة أبناء و أحفاد مصنفين لنوعين: النوع الأول له صفات بدنية خارقة على غير العادة و كذلك يمتلكون قدرة جنسية كبيرة و النوع الثاني يحملون صفات العزلة و التمرد التي يتطلبها القائد.
يأتي المستعمر إلى القرية الهادئة بصخبه و شركاته و ينشئ على الطرف الآخر من البلدة شركة الموز و التي استغلها المستعمر ليستعبد أهل القرية و خيرات القرية بحمايته من قوات الجيش الوطني و حزب المحافظين، حيث صاح العقيد الدموي المستبد الثائر أورليانو بوينديا أنظروا للبلاء الذي جلبناه لأنفسنا لمجرد أننا دعونا أمريكيا لأكل الموز عندنا.
تأتي على القرية سنوات من الثراء الرهيب حتى أن احد الأحفاد لأسرة بوينديا كان يغطي جدار البيت بالأوراق النقدية و مول عدة مشاريع للسكك الحديدية و النقل البحري، و تزوج من ملكة أندلسية قبل أن تأتي مجددا سنوات الفقر مع طوفان من الأمطار استمر لسنوات و سنوات، و أخيرا عندما توقف كانت الحياة قد تغيرت تماما في قرية ماكوندو إلى أسوء حال، لكن الحياة تستمر على الرغم من ذلك .
في نهاية أحداث رواية مائة عام من العزلة يقوم أخر فرد في الأسرة و هو أورليانو الصغير بكشف السر حين استطاع أن يفك رموز الأبيات الشعرية و يفهم في اللحظة الأخيرة قبل هبوب الرياح المشؤومة التي قضت على آخر السلالة و القرية كلها.
تعليقات
إرسال تعليق